Welcome

Translate

Search in Quran

Search in the Quran
Search in the Quran:
in
Download Islamic Softwares FREE | Free Code/td>
www.SearchTruth.com

Search in Hadith

Search in the Hadith
Search: in
Download Islamic Softwares FREE | Free Code
www.SearchTruth.com

Label

Selasa, 6 Oktober 2009

الحصــــــــاة

(هذاك سلطان من السلاطين، ولعن الله الشياطين)

اعتاد رجل أن يحبس زوجاته وأهل بيته في المنزل ، ويأمرهن ألا يختلطن بأحد ، وألا يزرن ذويهن وأهلهن، وألا يسمحن لأحد أن يزورهن أو يتحدث معهن. وكان الرجل كثير الأسفار والترحال ما أن يعود من رحلة حتى يبدأ رحلة أخرى.

وكانت الزوجة تمضي شهوراً في منزلها وحيدة لا تحدث أحداً ولا تلتقي بأحد، وتظل تكتم غيظها وتعاني من وحدتها حتى تموت، وكلما عاد الرجل من رحلته، فتح الباب فوجد الزوجة قد ماتت، فيدفنها ليتزوج بأخرى، وقد شاع صيته بهذا الصنيع وذاع بين الناس.. فكرهت النساء الاقتران به خوفاً على حياتهن.

أخذ الرجل يبحث له عن زوجة جديدة، وكلما طرق باباً جوبه بالرفض إلا واحدة قبلت به.

قالت لها أمها: ستموتين كما ماتت الأخريات .. لكنها أصرت.

اجتمع أهلها وصديقاتها يحذرونها من نهاية هذا الزواج، لكنها صممت على رأيها وقبلت بالزواج من ذلك الرجل.

فأخذ الرجل زوجته إلى البيت، وحذرها كعادته من الاتصال أو الالتقاء بأحد، وشدد عليها، وأنذرها بأنه سيعاقبها إن هي فعلت ذلك في أثناء غيابه.

قالت الزوجة: توكل على الله، ولا تخف، وسأفعل ما تريد وكما تشاء.

بعد أن سافر الزوج بحثت المرأة في أرجاء البيت لعلها تجد ما يؤنس وحدتها ويسليها أثناء غياب زوجها.

خرجت الزوجة إلى فناء المنزل فوجدت حصاة كبيرة فأخذتها ووضعتها على خشبة في وسط الدار ، وأخذت تجلس أمامها كل يوم تخاطبها وتحادثها وتبث لها شكواها. تارة تضحك وتارة تبكي إلى أن يحين وقت النوم فتذهب إلى فراشها سعيدة فتنام.

وهكذا تصحو الزوجة في الصباح وتجلس أمام الحصاة فترة... ثم تبدأ في عمل البيت تكنس وتنظف ثم تجهز الطعام، وتعود إلى الحصاة تحادثها.. هكذا كانت تفعل كلما خرج زوجها في رحلة عمل، وبقيت على قيد الحياة، ولم تمت كالأخريات.

تعجب الجميع من بقائها حية معافاة، وكذلك تعجب زوجها... وكان في كل مرَّة يعود إلى البيت يعتقد أنها ماتت ولكنه يجدها صحيحة معافاة كما تركها.

تعب الزوج من أمر زوجته وسألها ذات مرة: ما سر بقائك واستمرارك على قيد الحياة؟

فأخذته إلى حيث الحصاة وقصت عليه ما كانت تفعله خلال غيابه، فأمسك الرجل بالحصاة ليكسرها، وما إن وضع يده عليها حتى تفتتت وخرج منها دود كثير.

قالت الزوجة: هكذا ماتت زوجاتك، أما أنا فكلما شعرت بالضيق أو الوحدة كنت أجلس أمام هذه الحصاة وأشكو لها وهي صامتة لا ترد.

أعجب الزوج بذكائها وحسن تصرفها، وحزن على زوجاته ، ولام نفسه على ما فعله معهن وتسببه في قتلهن، ووعد زوجته ألا يتركها بعد اليوم كما كان يفعل سابقاً.

(وييت منهم ما عطوني شي)

0 ulasan: