هذاك سلطان من السلاطين لعن الله الشياطين ..نرش بالطيب والترتيب حتى گلوب العاشگين تطيب ويا عاشگين النبي صلوا عليه :
كان هناك تاجر عنده ابن وحيد يحبه كثيراً ، وكان التاجر كثير السفر إلى الهند وفي كل مرة يعود محملاً بالهدايا والعطايا لابنه الوحيد، لكن الابن كان يحس بالوحدة ويتمنى لو أن له أخاً أو صديقاً يرافقه في حياته ، وذات يوم طلب الابن من أبيه أن يدله على أفضل طريقه.. للحصول على صديق مخلص ووفي .
قال الأب :
احضر من تختاره صديقاً إلى البيت واعطه ماء وطعاماً ، فإذا شرب أو أكل قبلك فلا ترتجي من صداقته خيراً ، وابحث عن صديق آخر .
أخذ الابن في كل يوم يحضر شخصاً إلى البيت ويقدم له الماء والطعام ، ولكنه لم يتمكن من الحصول على صديق مخلص ، فكلهم كانوا يأكلون ويشربون قبله ، حتى جاء الدور على صبي بدوي يقاربه سناً .
قال الابن للبدوي :
هل تقبل دعوتي لتناول الإفطار معي ؟ .
قبل البدوي وذهب معه إلى البيت فأعطاه الماء قائلاً :
اشرب يا أخي .
قال البدوي :
لا والله لن اشرب قبلك .
شرب ابن التاجر الماء.
ثم أشار على الطعام قائلاً :
تفضل يا أخي .
قال البدوي :
لا والله لن آكل قبلك .
ولم يأكل البدوي الا بعد أن أكل ابن التاجر .
وحين جاء الغداء دعاه إلى الطعام وطلب منه أن يأكل فقال البدوي :
لا والله لن آكل قبلك .
وأكل ابن التاجر، فأكل البدوي بعده، وذهب بعد ذلك إلى أبيه ليخبره بما حدث.
فقال له أبوه :
هذا سيكون صديقك المخلص .
وهكذا توطدت بين ابن التاجر وبين البدوي صداقة قوية امتدت لعدة سنوات.
وفي يوم من الأيام وعد التاجر ابنه بحصان يشبه الحصان الذي أرسله له من قبل، فكان الابن ينتظر قدوم الحصان، وطلب من صديقه البدوي أن يخرجا للتنزه، وفي أثناء ذلك توقفا للراحة، ونام الابن تحت ظل شجرة بينما بقى البدوي يقظاً، فسمع ثلاث حمامات فوق الشجرة يتحاورن .
قالت الحمامة الأولى:
سيرسل التاجر لابنه حصاناً.
وقالت الحمامة الثانية:
إذا امتطى ابن التاجر هذا الحصان فسوف يموت.
وقالت الحمامة الثالثة:
ومن يكشف له هذا السر سيتحول إلى حصان.
دهش البدوي مما سمع واحتار فيما يمكن أن يفعله فهو إن صمت سوف يموت صديقه وإن تكلم فسيتحول إلى حصان.
أحضروا الحصان إلى ابن التاجر، فحاول أن يمتطيه ، ولكن البدوي حمل سيفه وضرب الحصان ضربة قوية فقتله ، فاستغرب ابن التاجر وسأل البــــدوي:
لم فعلت ذلك؟.
فلم يجبه البدوي على سؤاله وتركه وجلس تحت الشجرة ، وهناك سمع الحمامات الثلاث يتحاورن.
قالت الحمامة الأولى:
سيرسل التاجر إلى ابنه ثياباً غالية الثمن.
وقالت الحمامة الثانية:
سيموت ابن التاجر إذا لبس هذه الثياب.
وقالت الحمامة الثالثة:
ومن يكشف له هذا السر سيتحول إلى حصان.
احتار البدوي فيما يمكن أن يفعله.
وعندما أحضروا الثياب إلى ابن التاجر فرح بها، وقال لصديقه البدوي:
انظر إلى هذه الثياب الفاخرة التي أرسلها لي أبي.
فأخذ البدوي الثياب من يد صديقه وأحرقها.
قال ابن التاجر متعجباً:
لم أحرقت الثياب؟
فلم يرد البدوي على سؤاله بشئ.
وذات يوم كان ابن التاجر يسير مع صديقه البدوي، واستراحا تحت ظل الشجرة، فنام ابن التاجر، وسمع البدوي الحمامات الثلاث وهن يتحاورن.
قالت الحمامة الأولى:
إن التاجر سيزوج ابنه.
وقالت الحمامة الثانية:
إذا تزوج ابن التاجر ودخل على زوجته فإن ثعباناً سيقع من السقف في حضن ابن التاجر ويلدغه ويموت.
وقالت الحمامة الثالثة:
ومن يكشف له هذا السر فسيتحول إلى حصان.
احتار البدوي فيما يمكن أن يفعله.
وعندما تزوج ابن التاجر، ذهب صديقه البدوي إلى حجرة العروس واختبأ تحت السرير ومعه سيفه المسموم.
وما أن دخل ابن التاجر وعروسه الحجرة حتى وقع الثعبان من السقف وحاول لدغ ابن التاجر ، فخرج البدوي وقتل الثعبان وقذفه خارجاً.
اغتاظ ابن التاجر من تصرفات صديقه البدوي وقال له:
لقد تغاضيت من قبل عن كل أفعالك الغريبة ، ولكن لن أسكت هذه المرة عن دخولك حجرة زوجتي على هذا النحو.. لابد أن تخبرني بحكايتك.
رفضالبدوي أن يخبره بشئ.
قال ابن التاجر:
سأقتلك إن لم تخبرني.
فكر البدوي وقال لنفسه إذا لم أتكلم قتلني وإذا تكلمت تحولت إلى حصان.. وليس أمامي الآن إلا الحديث.
قال البدوي:
سأحكي لك كل شئ. هل تذكر ذلك اليوم الذي علمت فيه أن أباك سيرسل لك حصاناً. في ذلك اليوم سمعت ثلاث حمامات يتحاورن، قالت الأولى إن التاجر سيرسل إلى ابنه حصاناً، وقالت الثانية سيموت ابن التاجر اذا امتطى الحصان، وقالت الثالثة ومن يكشف له هذا السر سيتحول إلى حصان، لذا قتلت حصانك.
وعند ذاك تحولت رجلا البدوي إلى رجلي حصان.
قال ابن التاجر:
وماذا حدث بعد ذلك؟
قال البدوي والدموع تطفر من عينيه:
وفي اليوم الذي كنت أنت نائماً فيه تحت الشجرة بينما كنت أنا جالساً إلى جوارك استمعت إلى الحمامات الثلاث وهن يتحاورن، قالت الأولى ان التاجر سيرسل ثياباً فاخرة إلى ابنه ، وقالت الثانية سيموت ابن التاجر إذا لبس هذه الثيــاب، وقالت الثالثة ومن يكشف له هذا السر فسيتحول إلى حصان، ولهذا أحرقت الثياب. وعند ذاك تحولت يدا البدوي إلى يدي حصان.
قال ابن التاجر:
وما سبب دخولك اليوم إلى غرفة زوجتي ؟
قال البدوي والدموع تغطي وجهه: وعندما تقرر زواجك سمعت الحمامات الثلاث يتحاورن ، قالت الأولى إن التاجر سيزوج ابنه، وقالت الثانية إذا دخل ابن التاجر على زوجته فإن ثعبانا سيقع من السقف في حضنه ويلدغه فيموت، وقالت الثالثة ومن يكشف له هذا السر فسيتحول إلى حصان ، ولهذا اختبأت تحت السرير كي أقتل الثعبان قبل أن يلدغك.
وما أن أنهى البدوي كلامه حتى تحول إلى حصان، وعندئذ حزن ابن التاجر حزناً شديداً علي مصير صديقه المخلص.
وفي يوم من الأيام جاء إلى بيت ابن التاجر عابر سبيل يجيد أعمال السحر، فأخبره ابن التاجر بحكاية صديقه، فقال له:
إذا أردت أن يعود صاحبك آدمياً كما كان فأقتل أول ولد تنجبه وامسح بدمه هذا الحصان.
فقال ابن التاجر مستنكراً: أليس عندك حل غير هذا؟
قال: هذا هو الحل الوحيد.
انتظر ابن التاجر حتى حملت زوجته ووضعت طفلاً، فأخذ ابن التاجر ابنه وقتله ومسح الحصان بدمه، فانتفض وتحول إلى صديقه البدوي. وقال له: كيف تقتل ابنك؟
0 ulasan:
Catat Ulasan