عاش رجل وزوجته في ضيق من العيش. وذات يوم دخل عليهما طائر فأدخلاه في قفص وأطعماه مــــا بقى لديهما من فتات، وأحاطاه بالرعاية والاهتمام.
وما أن مضت أيام قلائل حتى وجد الرجل عملاً يؤمّن له الرزق. وتجمع لديه بعض المال، فقرر أن يسافر ويتاجر ليحقق المزيد من الربح. ونادى زوجته قبل سفره وقال:
تعلمين أن هذا الطير فأل خير وبركة علينا. فاحرصي عليه واحرسيه من كل أذى، وحاذري أن يترك قفصه أو يغادر البيت.
فوعدته زوجته خيراً وودعته. غير أنها بعد بضعة أيام فتحت القفص لتطعم الطائر فغافلها وانطلق خارجاً وهرب من البيت.
تكدرت الزوجة من هروب الطائر، وظلت حائرة لا تعرف أين تبحث عنه. وعندما عاد زوجها من رحلته وعلم بالأمر اغتاظ غيظاً شديداً من غفلتها وإهمالهــا. ثم غادر البيت على الفور للبحث عن الطائر الضائع.
ظل الرجل يدور باحثاً عن الطائر في جميع أنحاء البلدة، ولكن دون جدوى حتى وصل إلى دكان يملكه أحد البانيان(1)، فوجد الطائر حبيساً في أحد الأقفاص هناك. فاندفع داخل الدكان وطالب البانيان برد الطائر إليه. إلا أن صاحب الدكان أنكر عليه ذلك زاعماً أن الطائر يخصه وأنه اشتراه منذ وقت بعيد . ورفض أن يعيد الطائر لصاحبه.
في صباح اليوم التالي توجه الرجل إلى بيت الشيخ وشكا إليه أمره وطلب إحقاق الحق وإعادة طائره إليه. إلا أن الشيخ طلب البيّنة والبرهان، فاستبقى الرجل عنده ونادى الشرطة وأرسلهم لإحضار البانيان والطائر الذي لديه في دكانه.
وعندما مثل ثلاثتهم بين يدي الشيخ قال للرجل والبانيان:
سنحكم بينكما الآن بالعدل، ولكن بعد أن نسمع رأي الطائر، فهو بلا ريب سيتحدث مع صاحبه، وسيصمت إذا ما خاطبه شخص آخر. والآن دورك يا صاحب الدكان، فتحدث معه.
نظر الرجل إلى الطائر، وحاول استدراجه للحديث بكلام مبهم. وظل يردد عبارات لا معنى لها عدة دقائق دون أن يعيره الطائر التفاتاً. فنظر إليه الشيخ متشككاَ، وقال:
كف عن الكلام يا هذا، وتقدم أنت أيها الرجل وتكلم مع الطائر إن استطعت.
اقترب الرجل من الطائر وقال له : نك كَنَا.
فبادره الطائر بقوله:
... عونَكْ أنا... وإذا بغضتك الناس حبيتك أنا...
دهش الشيخ من جواب الطائر. وعنف البانيان على استيلائه على طائر ليس له وعدم رده إلى صاحبه حينما طالبه بذلك وإنكاره للحق، وطلب منه أن يعيد الطائر إلى الرجل قبل أن يوقع به عقوبة أشد.
فحمل الرجل طائره سعيداً.. مسروراً وعاد به إلى البيت.
الطيرة : الطائر
1- البانيان: هم فئة من الهنود يعرفون بهذا الإسم ولايدينون بأي ديانة سماوية
0 ulasan:
Catat Ulasan